العمرة لغةً مشتقة من مصدر الكلمة «اعتمار» ومعناها «زيارة»، أما اصطلاحاً، فيُقصد بها زيارة الكعبة والطواف حولها، والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ويُشار إلى العمرة بصفة عامة أنها الحج الأصغر الذي يمكن أداؤه في أي وقت من السنة، باستثناء أيام الحج، علماً بأن الحج يختلف عن العمرة من حيث كونه ركناً من أركان الإسلام وفريضة واجبة على كل مسلم بالغ قادر. ويمكن أداء العمرة أكثر من مرة وذلك بحيث قدرة الفرد المالية والصحية. وقد ورد في فضل العمرة الكثير من الأحاديث أبرزها ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد ﷺ أنه قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة."
وإذا وصل من رغب الاعتمار إلى الميقات، استحب له أن يغتسل ويتنظف قبل التجرد من الملابس المخيّطة وارتداء ملابس الإحرام، وهي عبارة عن إزارٍ ورداء أبيضين للرجل، بينما يمكن للمرأة الإحرام في ملابسها العادية التي تخلو من الزينة.
ثم ينوي الدخول في النسك بقلبه ويقوم بالتلفظ بعبارة "اللهم لبيك عمرة"، يليها تلبية النبي ﷺ وهي: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، وذلك إلى أن يصل إلى الكعبة الشريفة، وحينها يقطع التلبية ويقصد الحجر الأسود ويحاول الاقتراب منه وتقبيله أو الإشارة إليه والتكبير إن تعذر عليه الوصول إليه.
وبعد ذلك يجعل المعتمر البيت الحرام عن يساره ويشرع بالطواف، فيطوف به سبعة أشواط مع استلام الحجر الأسود وتقبيله عند محاذاته، أو الإشارة إليه والتكبير كما ذكر سابقاً. وبعد الانتهاء من الطواف، يصلي المعتمر ركعتين خلف المقام أو في أي موضع من المسجد يقرأ فيهما بعد الفاتحة سورة الكافرون في الركعة الأولى وسورة الإخلاص في الركعة الثانية.
وبعد الانتهاء من الطواف، يقوم بالسعي بين الصفا والمروة، فيخرج أولاً إلى الصفا ويقرأ قوله تعالى ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾، ثم يدعو بما تيسر رافعاً يديه ويكرر الذكر ثلاث مرات ثم ينزل ويمشي إلى المروة حتى يصل إلى المروة، ويفعل عنده ما فعل عند الصفا، ويفعل ذلك سبع مرات، ذهابه شوط ورجوعه شوط.
وعند استكمال السعي، يحلق الرجل رأسه أو يقصره، أما المرأة فتجمع شعرها وتأخذ منه قدر أنملة فأقل.
فإذا فعل المحرم ما ذكر فقد تمت عمرته بإذن الله وحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام.
عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". [البخاري ومسلم]
التفسير : أداء العمرة يكفر عن ذنوب العبد ما بين العمرة السابقة و العمرة الحالية عدا الكبائر (تفسير ابن باز) و يجب علي المعتمرين أن يضعوا في أذهانهم الشرطين الرئيسيين التاليين لقبول العمرة:
1. الإخلاص التام في أداء العمرة وأن تكون النية خالصة فقط من أجل الله سبحانه و تعالى.
2. الحرص علي أداء العمرة بالطريقة نفسها التي ورد ذكرها في سنة النبي صلى الله عليه وسلم .